كنت
انتظر لإنزال بعض البرامج في تليفوني ! حينما رأيت طفلين في عمر الثامنة تقريباً
من المدرسة،،دخلوا المحل لشراءاشرطة الالعاب الالكترونية !ويبدو انهم زواراً
منتظمين لشراؤها!
! ودارت في ذهني للحظاتٍ كيف تغيرت
الازمنة وكيف يسمح لهم الآباءبما يشترونه ؟وقد تكون شديدة العنف ؟ مما يؤثر سلباً
وقد يصابون بالعدوانية ؟
وماهو
الوقت المسموح لهم للعب بها وماذا عن دروسهم ؟؟
،،
وشرد ذهني يعمل مقارنة سريعة مابين البراءة في زماننا وزمان اطفالنا !! فبعد ان
كنا نتسرب خلسةً بعد المدرسة لشراء الحلويات !مثل الايسكريم والشوكولاتة والتي
كانت محرمة علينا ؛لأنها مفسدة للشهية قبل الغداء! هو الشيئ الاخطر الذي كان
مخيفاً اايامنا !
وكيف
كانت خياراتنا محدودة ؟ولم تكن ضارة كألعاب اليوم !وكيف انها كانت
بريئة ومسلية نسبةً لألعابهم المدمنة والخطيرة ؟
وكيف
كانت القراءة اهم العابنا !اضافةً الى العاب الشطرنج
والطاولة والتيلة وركوب الدراجة وتطير الطيارات الورقية والكثير من الالعاب
البسيطة الاخرى!وبمشاركة اخوتنا ووالدينا كنا نرتب وننظف البيت ونتعاون على غسل
الصحون وزيارات الأهل والأصدقاء كعائلة متجانسة ومتشاركة محبة وسعيدة ولم
نشعر باننا ينقصنا شيئ !
حيث
كانت تزيدمن الحميمية بين الاهل وتخلق نوعاً من التعاون الأسري والتدرب على شؤون
حياتنا !
كان لدينا الكثير
من الوقت للجلوس معهم والتمتع بالاحاديث الشيقة ومناقشة مايدور بافكارنا وفي
العالم من سياسة وتاريخ وقصص والتعرف على العالم وامور الدنيا ...الخ وسماع
النصائح من الوالدين والضحك مع الجميع وتبادل الخبرات الحياتية
وماتكونه من نضج في الشخصية ومحبة !
اما
اليوم فالجميع مشغولون كباراً وصغاراًولم يعد هنالك وقت للكلام او العمل المشترك
وقلت الزيارات ولمة العائلات ::
:فالأم
قد تعمل في وظيفة ثم تعود لمتابعة شؤون المنزل والاطفال! وماتبقى
لديها من الوقت تشغلها بالايباد والكمبيوتر وبعدها تمسك الأي فون او الجالكسي او
مشاهدة التلڤزيون وحيدة ! ولاوقت لمجالسة الابناء فهم ايضاً مشغولون
بأجهزتهم ولن يستجيبوا لما تقوله!!
والوالد
بعد العمل وحيداً وايضاً مع الاجهزة الالكترونية ومدمناً بممارسة
الالعاب الإلكترونية( وvideo
games
) او على النتنت والشات ! ولادخل له
في شؤون البيت ويعتبرها مسؤلية الزوجة والتي لا زال يعيش بعقلية السي سيد !
وتحتل
مباريات الكرة الدولية والمحلية الإهتمام الاكبر ولها قدسية خاصة !
!
واما الشباب فلقد ابدعوا بتنزيلها من على النت !
واصبحوا
مدمنين بشكلٍ غير طبيعي على كافة الالعاب والاكترونيات وبدرجاتٍ تتخطى حبهم
لآبائهم وعائلاتهم وحتي يتفوق على الهامبرجر!!
والمؤسف
انهم يتابعون ادق التفاصيل للاعبي الكرة الافاضل الاجنبية !وبلدانهم ومن
اشتراهم ولباسهم !وتقليدهم في حلق شعورهم !وصدقوني بانهم يعرفون عنهم اكثر مما
يعرفونه عن مجتمعهم اخوتهم وآبائهم !!بل اكثر من انفسهم!
وبذا
نرى انه لم يعد وجودٌ للعائلة !!
والكل
يعيش وحيداً وهم تحت سقفٍ واحد!!
لقد
غابت الحميمية بين العائلة وانشغل الجميع بكل شيئ وسُرقت الاوقات لصالح
الالكترونيات وتفككت العائلة واصبحت تعيش في غربة البيوت !ودفء الاجهزة الحديدية!
وبالرغم
من رؤيتهم لبعضهم ولكنهم غرباء ولاتوجد بينهم حميمة زمان! لان هذه الوحدة مع
الاجهزة تخلق الكثير من الإنعزال و الأنانية والجمود العاطفي! !
واصبحت
العلاقات من نوع تحصيل حاصل! نظراً للحاجة المادية ولزوم
الإعاشة والتي تضطرهم التواجد في بيوت العائلة!
وذلك
يفسر قسوة القلوب في التعاملات العائلية اليومية ! وظهور طبقة عقوق الوالدين!وعدم
احترامهم او المساهمة في تقديم اي دعمٍ لهم وعلى الأخص الدعم العلطفي!
وتزداد
عندما يخرج الابناء من البيت العائلي! !فنراهم يزدادون غربةً
وابتعاداً !!لأن الأمر يصبح بعدها خارجاً عن ارادتهم!وليس بيدهم اذا ماتركناهم
صغاراً يلعبون ويدمرون نفوسهم الغضة البريئة؛!
وينسوون
الوالدين والأقارب ويبتعدون...! وتصبح زياراتهم للأهل نادرة!!
انها
هى هذه الحضارة الحديثة والخطيرة !!والتي تمكنت من الإنسان وباشغال جل وقته
في أشياءٍ لا قيمةً حقيقية لها!
هذا اذا لم تقنن وتحتسب بأوقاتٍ معينة للجميع ! هى سرقت ابناؤنا من احضاننا
وأضاعتهم في غياهب الاجهزة المدمرة وباءذنٍ رسميٌ منا علنا
نتدارك ذلك !قبل فوات الأوان ان لم يكن قد فات فعلياً ؟!